اندماج الاطفال وصداقتهم ..يخطئ الكثير من الآباء والامهات وهم يظنون انهم يقومون بعمل جيد
عند عزلهم لاطفالهم الصغار عن الاختلاط باطفال الجيران
وزملاء المدرسة واطفال الاقارب والمعارف ، بحجة وجوب بقاء الطفل
تحت اشراف الوالدين وحتى لا يقتبس العادات والاتجاهات السيئة
من بعض الاطفال الاخرين في محيطة الاجتماعي
هناك العديد من فوائد الدمج والتواصل والاختلاط بين الاطفال في
عالمهم الطفولي البريء ، ولا يمكن لنا عزل كل طفل عن
الاطفال الاخرين وعن عالمهم الخاص فالانسان كائن اجتماعي بالفطرة
ولا يستطيع العيش منغلقا في محيط ضيق جدا .
ومن فوائد عقد وتمكين الصداقات بين الاطفال ما يلي :
ان يحتاج الطفل الاعتراف بحقوق الاخرين فلربما كان الطفل في مجتمعه الاسري
الصغير وبسبب الحماية الزائدة من والدية قد تمثل مفهوم وواقع الانانية وحب التملك لكل شيء
وبشكل كبير اما مع الاختلاط وتكوين الصداقات فان ذلك سيضطره الى الاعتراف بحقوق الاطفال
الاخرين ، في الاصطفاف في ساحة المدرسة مثلا وفي دورهم في لعبة ما …
وعند استخدامه لاداة معينه وبذلك فان الطفل سيلتزم باحكام جماعه الاصدقاء
لانه على قدم المساواة معهم فيتعاون معهم على الاحساس بالعدل والحق
والالتزام بالقواعد المشتركة فيما بينهم جميعا .
وللصداقة فوائد اخرى فهي تتيح الفرصة اما الطفل للتعامل مع افراد متساويين من نفس
عمره تقريبا ليكتسب انماطا وعلاقات اجتماعية جديدة ويتعرف كذلك على العاب جديدة من
رفاقه لتزداد خبراته دون تدخل الكبار وبذلك يكتسب معرفة ذاتية ، معتمدا على نفسة واصدقائه
الصغار بشكل جماعي ، يتدرب الطفل الصغير وبشكل عملي لا نظري على المحرمات الاجتماعية من
رفاقه ، كأن يمنعه رفاقه من السخرية من رجل كبير بالسن في الطريق او الشارع مثلا .
وفي عالم الصداقه كذلك فان الطفل يتدرب ويتعلم بشكل ممارسة عملية على لعب الادوار
المختلفة ولو قليلا مثل القيادة ..كان يقود اصدقاء في لعبة ما ، او يقودهم الى الذهاب الى
مكان ما ثم التبعية .. أي ان يتبع زملائة في قرار ما او ان يسدى النصيحه الى بعض اصدقائة
في بعض الامور او ان يكون في بعض المواقف وساطة خير لاصدقاء له متخاصمين او ان يعارض
بعض الافكار والاعمال السيئة التي يقوم بها بعض اصدقائة مثل تسلق اشجار ليست لهم ،
او قطف ثمار دون اذن مسبق
واذا كان الاطفال الكبار في السن نفسة فان جماعة الاصدقاء او الزملاء تعمل كجماعة ضبط
فالجماعة تعالج وبطريقة مباشرة الاطفال الادعياء والمغرورين مثل طفل يدعي انه اقوى الجميع
عضليا فيضعه اصدقائة في اختبار حمل برميل ثقيل مثلا او مصارعه احدهم مثلا
اما الطفل العنيد الذي لا يريد ان يدفع حصته من المال للمشاركة في شراء كرة قدم جماعية
للاصدقاء يلعبون بها معا فانه سوف يضطر الى التنازل عن عناده ومشاركة الجميع
بدفع ما يترتب عليه ان كان قادرا بالطبع ..
اما الطفلة المغرورة بشعرها ودائمة الحديث عنه وعن طرق المحافظة عليه اما زميلاتها الفتيات
الصغيرات فانها بعد فترة سوف تتعرض الى النبذ وسوف تلاحظ ابتعاد صديقاتها الصغيرات عنها
ومن ثم لابد لها من التنازل والتراجع عن غرورها لتصبح اكثر مودة ومراعاة لماعر صديقاتها .
وجماعة الاصدقاء يوفرون الامن بعضهم لبعض اذا ما تدخل غريب في محاولة لايذائهم
في اثناء اللعب او في اثناء الذهاب الى مكان معين الى المدرسة او النادي فالطفل الكبير
يحمي الطفل الصغير من الحوادث والاخطار .
والصداقة فيها تفاعل وتبال لكسب ثقافات وقيم مشتركة فاذا ما زار الاصدقاء بعضهم بعضا
فانهم سيتعلمون بعض القيم والعادات الصالحه والنافعه مثل : زيادة احترام الوالدين والمشاركة في
التعاون مع افراد الاسرة في اعمال وشؤون البيت ومن ثم ستنقل طرقا جديدة في كيفية المحافظة
على نظافة البيت و صنع اطعمة وحلويات جديده تعلمتها من بيت صديقتها الصغيرة ومن ام صديقتها كذلك
ومن فوائد الصداقات في مرحاة الطفولة تقليل الاحساس بالفوارق الاجتماعيه والاقتصاديه
بين اهالي الاطفال الاصدقاء ، وفي اثناء الزماله او الصداقه المدرسيه وفي اثناء اجتماعات
مجلس الاباء والحفلات والرحلات الجماعيه ليشعر الجميع ان لا حد فاصلا بين الاصدقاء لا المال ولا الجنسية ولا اللون
فالصداقه في الطفوله علام جميل من البراءة والنمو النفسي والوجداني والعقلي والاجتماعي الذي لا نستطيع الاستغناء عنه .
الصداقه ضرورة انسانيه والتواصل من عوالم الاطفال اجراء مهم
فهناك الكثير من متطلبات الحياة التنموية النفسية والاجتماعيه الجسمية والعقليه لكل طفل
وفي أي مجتمع ..
عن مجلة المعرفه العدد 97
وليد سليمان - الاردن
نقلته لكم همسة حب لعالم الطفوله